توج الجواد “فراشور كوساك” لاتش وترمان وبقيادة كيه كليجمانز بطلا للجولة الأخيرة لكأس الوثبة ستد في السباق الذي أقيم أمس الأول على مضمار ديسلدورف بألمانيا ضمن فعاليات مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي الرابع للخيول العربية الأصيلة، ويأتي تنظيم السباق ترجمة لتوجيهات واستراتيجية سموه بإقامة هذا المهرجان العالمي الذي يتضمن كأس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وبطولة العالم لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للسيدات “افهار” وكأس مزرعة الوثبة، والمؤتمر العالمي الثالث لسباقات الخيول العربية (برلين 2012).
وشهد السباق الذي أقيم لمسافة 1600 متر والمخصص للخيول العربية الأصيلة في سن ثلاث سنوات فما فوق مشاركة قياسية للخيول مما يؤكد النجاح غير المسبوق في تنظيم السباق في نسخته الحالية.
وشهد السباق الذي تزامن مع سباقات للخيول المهجنة الأصيلة جمهور غفير من محبي سباقات الخيول العربية الأصيلة، وكان السباق الذي أصبح هدفا استراتيجيا للخيول الأوروبية والمحلية قد شهد مشاركة نخبة من خيول فرنسا وألمانيا وهولندا بلغ قوامها 10 خيول.
وجاء السباق قويا ومثيرا منذ البداية حيث قاد السباق مبكرا الجواد “بادجي” ومن خلفه “فولكين” ومن ثم “كوساك”، وتواصلت مجريات السباق على هذا المنوال من جانب المتصدر “بادجي” مع تغيير بسيط في مراكز المقدمة لا تتعدي نصف الطول بين المتنافسين، وعند الوصول إلى اللفة الأخيرة كانت كل الخيول في صلب المنافسة، وفي الخط المستقيم اشتدت المنافسة، ولكن بدأ المتصدر “بادجي” التراجع تدريجيا فيما دانت الصدارة إلى “كوساك” ليحافظ عليها وليسجل التفوق بفارق طول ونصف الطول عن “بادجي” لمروان سيفيان وبقيادة ام. أف. ويمير فيما جاء ثالثا “فولكين دالبرت” لسودي مايك.
وعقب ختام الشوط قام ياسر خميس الشميلي مدير المكتب الفرعي بسفارتنا في بون ولارا صوايا مديرة مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية، رئيسة السباقات النسائية بالاتحاد الدولي لسباقات الخيول العربية (افهار)، وعدنان سلطان النعيمي مديرعام نادي أبوظبي للفروسية، بتقديم الجوائز للفائزين.
وحظي سباق الجولة الأخيرة من كأس الوثبة ستد بإقبال جماهيري كبير فاق التوقعات وبلغ أكثر من 4 آلف متفرج مما يؤكد حب الشعب الألماني وعشقه لسباقات الخيول العربية الأصيلة، مما انعكس بصورة إيجابية للترويج للمهرجان بصفة عامة وللخيول العربية الأصيلة بصفة خاصة.
ويأتي تنظيم المهرجان بتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وبتنظيم هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وبالتنسيق مع مجلس أبوظبي الرياضي وبالتعاون مع هيئة الإمارات لسباق الخيل والاتحاد الدولي لخيول السباق العربية “إيفار” وجمعية الإمارات للخيول العربية الأصيلة وبدعم من الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، وطيران الإمارات الناقل الرسمي، ورعاية شركة أبوظبي للاستثمار وأريج الأميرات والراشد للاستثمار وشركة العواني والاتحاد النسائي العام ولجنة رياضة المرأة وأكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية، وساس للاستثمار وشركة موزان وكابال والدكتور نادر صعب سويسرا مستحضرات التجميل من الكافيار والذهب ومزرعة الوثبة ستد والمعرض الدولي للصيد والفروسية ونادي أبوظبي للفروسية.
من جانبه أشاد مبارك حمد المهيري مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بالنجاح الذي حققه المهرجان وشدد على الدور الإيجابي الذي يقوم به، وأشار إلى أن هذه المبادرات تأتي في إطار استراتيجية تهدف إلى دعم الخيول العربية وسباقاتها عالميا بوصفها جزءا من الإرث الثقافي والحضاري الإماراتي العريق الذي يجب تقديمه للعالم والتعريف به في كافة الأوساط لافتا إلى أن هذه الاستراتيجية أثبتت نجاحها في تحقيق نتائج إيجابية تؤكدها المشاركة القياسية من الخيول في سلسلة سباقات كأس الوثبة ستد التي عكست إدراك المربين من مختلف أنحاء العالم لأهمية الخيول العربية.
ووجه المهيري التهنئة إلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان بمناسبة النجاحات التي يحققها المهرجان مؤكدا أن ذلك الإنجاز يأتي ثمرة لجهود سموه المتواصلة لدعم الرياضة بشكل عام ورياضة الفروسية بشكل خاص.
وأكد أن المهرجان يأتي متسقا مع أهداف واستراتيجية هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في دعم التراث العربي العريق خاصة أن الفروسية مرتبطة بتقاليد وعادات شعب الإمارات، وقال: المهرجان يسهم بشكل كبير في التقارب بين الشعوب ويعكس التطور الحضاري الذي وصلت إليه الإمارات وعبرعن اعتزازها بما حققه المهرجان من نجاح ساهم في زيادة علاقات الأخوة والصداقة بين مختلف الشعوب التي مر بها المهرجان.
وتابع: الهيئة تعمل حاليا على تجهيز كافة الأمور حول الجولة الختامية لكأس العالم لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك التي ستقام 11 نوفمبر المقبل بنادي أبوظبي للفروسية مشيرا إلى أن حفل الختام سيكون مفاجأة للجميع.
نجاحات السلسلة
وأكدت لارا صوايا أن نجاحات سلسلة سباقات مزرعة الوثبة التي حققت خلال الموسم الحالي تعود إلى توجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان في رفع الجائزة المقررة للسباقات من ألفين يورو إلى خمسة آلاف يورو في كل سباقات المزرعة المقامة في أوروبا وكذلك رفع جائزة السباقات التي ستقام في أميركا إلى خمسة آلاف دولار، وأعلنت عن تقليص عدد السباقات التي تقام بهولندا من 10 إلى 5 وبقيمة خمسة آلاف يورو لكل سباق فيما ستبقى قيمة الجائزة للسباقات التي تقام ببريطانيا عند الستة آلاف استرليني.
وقالت: وجه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان بمشاركة الفارسة الإماراتية شذرا الحجاج في سباق “ووهان العالمي للفروسية” الذي سيقام في الصين من 23 إلى 28 اكتوبر الحالي لتمثيل المهرجان ورفع علم الدولة في السباق الدولي.
وأضافت: فعاليات المهرجان أسهمت في تقديم الوجه الحقيقي للجواد العربي على الساحة العالمية وأسفرت عن تزايد الاهتمام باقتناء وتربية الخيول العربية وتحسين أنسالها وتطوير قدراتها بما يتناسب والسباقات الحديثة وأصبحت لتلك الخيول سوق رائجة على الساحة الأوروبية، وتابعت: تعتبر سلسلة سباقات المهرجان من أهم وأشهر سلسلة السباقات المخصصة للخيول العربية الأصيلة في العالم.
اتساع القاعدة في العالم
وأكد عدنان سلطان أن توجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان بزيادة عدد جولات المهرجان التي تقام في معظم دول العالم أسهم إلى حد كبير في إبراز اسطبلات جديدة وملاك جدد أصبحت لديهم القدرة على المشاركة في السباقات والمنافسة بقوة، وذلك نتيجة اهتمامهم بالخيول العربية والحرص على تربيتها مما يبشر ذلك باتساع قاعدة الخيول العربية القوية في العالم، وهذا ما أكدته وترجمته عمليا الجولة الأخيرة من سباقات مزرعة ستد في ألمانيا والتي شارك فيها 10 خيول وتميزت بالقوة والإثارة.
وأضاف: الجولة الأخيرة من كأس الوثبة ستد شهدت تفاعلا كبيرا من جانب الملاك والمربين في ألمانيا.
الشميلي: مكانة خاصة للمهرجان في أوروبا
دسلدورف (الاتحاد) – أعرب ياسر خميس الشميلي عن سعادته البالغة بالنجاح الكبير الذي حققه السباق مما يؤكد ذلك الاهتمام الذي توليه الإمارات للخيول العربية الأصيلة تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، ودعم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وقال: تواصل المهرجان في ألمانيا يعد من أكبر النجاحات التي يحققها المهرجان على أرض الواقع وذلك بفضل جهود سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان مما جعل للمهرجان في أوروبا مكانة وهي تعد فخرا لكل الإمارات لما تقدمه من تعريف لأبوظبي والإمارات، وقال: الاهتمام بات فخرا لكل إماراتي بفضل انعكاساته التي منحت الدولة مكانة متميزة على صعيد العالم. وأضاف: السباق كان له مردود إيجابي كبير خاصة وان الهدف منه التعريف بالدولة والخيل العربي وهذا الشي لا يقدر بثمن، وأشار إلى أن الحضور الجماهيري الذي شهده المضمار يؤكد حب الألمان للخيل العربي الأصيل، وتوجه بالشكر والتقدير للقائمين على المهرجان وحرص على تقديم التهنئة للمسؤولين مشيدا بدورهم الوطني.