رئيس الاتحاد الدولي لهيئات سباقات الخيول العربية يؤكد أن مؤتمر الخيول يتيح حوارا متميزا بين الخبرة العربية والعالمية.

You are currently viewing رئيس الاتحاد الدولي لهيئات سباقات الخيول العربية يؤكد أن مؤتمر الخيول يتيح حوارا متميزا بين الخبرة العربية والعالمية.

تنسج الخيول تاريخا إنسانيا عالميا بالغ الخصوصية وإن كان متواريا الآن نتيجة التكلفة الباهظة لاقتناء الخيل، ومن ثمة التواصل معها أو حتى التمتع برياضتها ومشاهدة سباقاتها، كذا عدم وجود اهتمام كاف لتسليط الضوء عليها عبر الشاشات الفضائية على كثرتها.

عربيا أيضا تحظى الخيول بخصوصية بالغة في الآداب شعرا ونثرا، والتأريخ سلما وحربا، والعلاقة الإنسانية بينها وبين أصحابها ومربيها، لكنها أيضا تظل متوارية في سباقات وأندية ومزارع هنا وهناك في الكثير من البلدان العربية، وذلك في ظل تجاهل كبير من أجهزة الإعلام على اختلافها، الأمر الذي اختلف كثيرا بعد تبني الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة الإماراتية المؤتمر العالمي الأول لخيول السباق العربية العام 2010 بمركز أبوظبي الوطني للمعارض، حيث شكل فرصة لالتقاء ملاك الخيول العربية الأصيلة والجمعيات العالمية والعربية وكبار المتخصصين لإحياء هذا الجانب التراثي الذي يمثل جزءا لا يتجزأ من الثقافة العربية وآدابها.

إن الحصان العربي يعد أقدم وأنبل وأجمل الخيول في العالم، وهو من السلالات الخفيفة يرجع تاريخه إلى أكثر من 3000 سنة، وهناك حاليا أكثر من 70 دولة تُربّي هذه السلالة.

ويتميز الحصان العربي أيضاً بذاكرة حادة خاصة للأماكن التي يعيش فيها، أو صوت صاحبه حيث هو يعرف صاحبه الذي يركبه من مجرد ضغط رجليه على جذعه وهو يستجيب في ردود فعل سريعة لحركات فارسه، فهو لا يتحرك أثناء نزوله أو ركوبه، كما يمتلك صفة الوفاء، فهو شديد الحرص والحذر للفارس الذي يمتطيه حتى أنه يحاول بشتى الوسائل إنقاذ فارسه إذا تعرض للخطر من قبل الأعداء.

والخيول العربية تعشق الموسيقى ولا تفقد قدرتها على التناسل حتى عندما تتقدم في السن، وهي سريعة الشفاء من جروحها وتلتئم كسور عظامها بسرعة أما ألوانها فهي زاهية وجميلة ومنها الأبيض وهو نادر، وهناك: الأشهب ـ الأشقر ـ الأدهم (الأسود) ـ الأحمر ـ الأصفر.

وحسب رأي المؤرخين فإن الخيل العربية الأصيلة هي الخيل ذات السلالة الوحيدة للخيول الأصيلة، أي إن خيول السلالات الأخرى تسمى خيولاً “مؤصلة” وليست خيولاً أصيلة ذات دماء نقية، كما أن الخيول العربية تستخدم لتحسين سلالات الخيول الأخرى.

المؤتمر الذي يقام هذا العام 2011 في الخامس عشر من يونيو/حزيران بهولندا بالتعاون بين مهرجان الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية وهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، والاتحاد الدولي لهيئات سباقات الخيول العربية الأصيلة “ايفار” وجمعية الامارات للخيول العربية، سوف يشكل فرصة مهمة على مدار أربعة أيام للقاء بين الباحثين والأكاديميين العرب والأجانب المتخصصين والمربين ومنتجي الخيول العربية الأصيلة في الخليج العربي خاصة والعالم، ويناقش عبر 8 جلسات مستقبل الخيول العربية، وتاريخ سباقات الخيول والقضايا الفنية والعلمية المرتبطة بإنتاج وتدريب الخيول، ومعايير التكوين البيولوجي، والبحث الجيني للخيل، وتطور صناعة وتربية خيول السباق العربية والنظرة المستقبلية لصيانة العرق النبيل واصطفائه، إلى جانب ترسيخ واجتياز عوائق ومراحل فصل النجاح من الإخفاق وإنجاح الخطط.

وفي المؤتمر الصحفي الذي عقد صباح الأربعاء للإعلان عن المؤتمر أكد عبدالله القبيسي مدير إدارة الإتصال في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أنه المؤتمر العالمي الثاني لخيول السباقات العربية (هولندا 2011) الذي ينظمه مهرجان الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية، للاهتمام المنقطع النظير بصون التراث العربي والخيل على وجه الخصوص، ويتجسد هذا الاهتمام في الاعتناء بها وتطوير إمكانياتها وتحسين سلالاتها والمحافظة على نقاوة دمائها مما أكسبها شهرة دولية واسعة في هذا المجال منذ القدم، كما ويأتي في هذا الصدد استضافة الإمارات للعديد من الفعاليات الدولية الهامة، وإقامة ندوات ومؤتمرات تعنى بكيفية رعاية الخيل.

وقال “يأتي تنظيم هذا الحدث العالمي الذي تُقام دورته الثانية في يونيو/حزيران القادم 2011 بهولندا، بمشاركة أكثر من 100 خبير من 20 دولة من مختلف قارات العالم، والذين سوف يقدمون آراء نيرة ومقترحات مثمرة تسهم في دعم وتطوير شؤون الخيل العربية الأصيلة وسبل المحافظة عليها، لما تشكله الفروسية والخيول من عامل مهم في صون التراث والترويج الثقافي والسياحي، وفي العلاقة مع الغرب، علينا تعميقها أكثر من خلال تبادل الخبرات والتجارب.

وأضاف “وفقا للمنظمة العالمية للخيول العربية الأصيلة (الواهو) فإن هناك ما بين 180 إلى 200 ألف جواد عربي في العالم، وللخيول العربية تاريخ عريق معروف، وهناك الكثيرون ممن يفضلون اقتناءها والمحافظة عليها كإرث تقليدي نادر وهي تتمتع بمواصفات جميلة تكمن في توسط حجمها الأمر الذي يساعد على ركوبها إلى جانب سرعتها، فهي تتحمل السفر لمسافات طويلة تفوق الخيول الأخرى.

إننا في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث نؤمن بما تقوم به قيادتنا الحكيمة في مجال رياضة الفروسية، لذا حرصنا في أعمال المؤتمر على مناقشة العديد من المواضيع المتعلقة بالخيول العربية الأصيلة والتقارير المالية، كما تم استعراض الأعمال التي قامت بها بعض الدول المشاركة فيما يتعلق بتسجيل الخيل والمهر وكيفية الاهتمام بها، بخاصة أننا في دولة الإمارات العربية المتحدة عملنا على توفير جميع التجهيزات الحديثة الفنية منها والبيطرية لضمان نجاح عمليات التلقيح والتوليد”.

وأشاد سامي البوعينين رئيس الاتحاد الدولي لهيئات سباقات الخيول العربية (ايفار) بمؤتمر الخيول مؤكدا أنه سوف يتيح حوارا متميزا بين خبرات المربين العرب والعالميين والمتخصصين الأكاديميين والمثقفين، وقال إن ما حققه المؤتمر الأول من نجاح جعل الهولنديين يطالبون إقامة المؤتمر هذا العام عندهم، وقد تم توجيه الدعوة لعدد كبير من المحاضرين وأصحاب الخبرات.

وأشار إلى أن المؤتمر تم تمثيله في الإيفار ضمن أعضاء سباقات الخيل العربية الأصيلة، وقال: “نحن بحاجة لمثل هذه المؤتمرات العالمية حيث يحظي هذا المؤتمر بوجود المربين ومنتجي الخيول العربية الأصيلة، ووصول هذه المرحلة في التطور، والتي تتبناه دول الخليج بالإضافة إلى الفكرة الجديد الذي تقدمت به أميركا في سبيل تطوير الخيول العربية في السباقات الكبرى وهذه النتائج الايجابية سوف تنعكس بصورة جيدة علي مستقبل سباقات الخيول العربية”.

وأعلن عصام عبدالله مدير جمعية الإمارات للخيول العربية الأصيلة، أن دولة الإمارات تمثل أكبر دولة تسجيلا للخيول العربية الأصيلة بفضل التكاثر والتوليد المحلي. ودعا عبدالله إلى وجود برنامج توعية وإرشاد وتثقيف للمربي العربي، الأمر الذي يسهم في زيادة لحركة الخيل العربي.

وأشاد عبدالله بالجهود العربية السعودية في دعم الخيول العربية وبدور خادم الحرمين الشريفين في دعم ذلك.

وقال “إن مؤتمرنا يركز على الجوانب العلمية والثقافية والاستفادة من كل الخبرات عربية وعالمية، وبالنهاية يمثل فصلا دراسيا علميا وثقافيا مكثفا”.

وكشفت لارا صوايا مديرة مهرجان الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية عن إصدار المهرجان أول كتاب توثيقي لسلسلة سباقات الخيول العربية، سيتم نشره وتوزيعه قريبا، متضمنا سلسلة سباقات مهرجان الشيخ منصور العالمي للخيول العربية والفائدة الكبيرة التي استمدت من المؤتمر العالمي لسباقات الخيول العربية.

وقالت “لن يكون الكتاب مجرد توثيق للنجاحات فقط، بل سيكون عملا تثقيفيا يخدم على المدى البعيد الصورة الزاهية عن الخيول العربية الأصيلة، ويعد الكتاب إضافة مبتكرة لفعاليات مهرجان الشيخ منصور. وسيتم الاعلان عن جدول موعد سباقات مهرجان الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية الاصيلة (كأس زايد بن سلطان آل نهيان 2011 ) في جناح المهرجان بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب.

ووجهت لارا صوايا الدعوة لكل مربيي الخيول العربية الأصيلة للمشاركة، على أن يتكفل مهرجان الشيخ منصور تكلفة الانتقالات وغير ذلك.

ويقوم برعاية المؤتمر الثاني من نوعه بنك اتش اس بي سي، مجموعة بنيان الدولية للاستثمار، وشركة أبوظبي للاستثمار، وأريج الأميرات. وبدعم معرض أبوظبي للصيد والفروسية، ونادي أبوظبي للفروسية، ومزرعة الوثبة ستود.